تعريف التصوف
عند الشيخ سيدي أحمد التجاني
لما سئل الشيخ سيدي أحمد التجاني رضي الله عنه عن حقيقة التصوف فأجاب:
" أعلم أن التصوف هو امتثال الأمر واجتناب النهي في الظاهر والباطن من حيث يرضى الله لا من حيث ترضى ".
و سئل كذلك عن العلاقة بين الشريعة والطريقة والحقيقة فأجاب:
الحقيقة:
﴿ هي رفع الحجب عن مطالعة الحضرة القدسية وهي المعبر عنها بالمشاهدة وعلومها المنسوبة إليها، تارة يطلق على ما يبرز للمشاهد للحضرة القدسية من العلوم والمعارف والأسرار والفيوض والحكم وأحوال اليقين ....إلى غير ذلك، وتارة تطلق على مايلزم العبد في وقت المشاهدة من علوم الأدب والخطاب وعلم ما يلزمه اجتنابه وتحمله ﴾.
الشريعة:
﴿ هي الأمور التي جاء بها الشارع صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين أمرا ونهيا وإباحة ما نص عليه صلى الله عليه وسلم ونص الله عليه في كتابه من جميع الأحكام والمسائل وما يؤول إلى ذلك من استنباط المجتهدين ﴾.
الطريقة:
﴿ هي واسطة بين الشريعة والحقيقة، فإنما هي الشريعة اللازمة لأرباب الحقائق والأحوال وهي غير الشريعة التي يخاطبون بها العوام وأرباب الرسوم وحده الجامع لها هو قولهم " حسنات الأبرار سيئات المقربين ". وعلوم الطريقة هو كل علم يدعوا إلى انسلاخ العبد من حضوضه وشهواته وتبرّيه من مشاهدة حوله وقوته ومباعدته عن كل ما يفضي بجلب المصلحة لنفسه ودفع المضرة عنها، إيواء إلى جناب الحق سبحانه وتعالى والعلم بكل ما يدعو إلى وقوف العبد مع الله من صميم التوحيد وخروجه من الغير والغيرية " الفناء " علما وعملا وحالا وتخلقا والرسوخ في مقام الرضى والتسليم والغرق في بحر التفويض والاستسلام إلى الملك الديان ﴾.
F Owaisi
Al-Quds, Jerusalem, ca. 1914 AD